Logo
Published on

أخطار تحلية مياه البحر على الصحة والبيئة

Authors
ألجفاف  تحلية مياه البحر

💧 من قام بتجفيف الفرشة المائية للمغرب؟

لقد تحول اهم مصدر للحياة: الماء من ثروة طبيعية متاحة للجميع إلى سوق استثمارية ضخمة خاصة، لا يستطيع الولوج لها الا الشركات الكبرا، حيث تم ضخ أكثر من 2 مليار دولار في إنشاء محطات تحلية مياه البحر. بينما كانت الآبار التقليدية توفر مياهاً عذبة كافية لقرون للشعب المغربي، و كان كذلك نطام الزراعات المعيشية للقمح والخضروات يحمي ال امن الغدايي حتى خلال سنوات الجفاف القاسية.

اليوم، شهدنا تدميراً متعمداً للمنابع المائية الطبيعية بسبب السياسة التصديرية المتوحشة نحو دول الشمال، ما ادا لخلق سوق يُعتبر الماء فيها سلعة حيث مائية ستتجاوز قيمتها 10 مليار دولار سنوياً. هذا التحول البنيوي الخطير يهدد الأمن المائي للأجيال القادمة ويحول حق الإنسان الأساسي في الماء إلى سلعة خاضعة لقوى السوق.

💰 من يستفيد من مشاريع تحلية مياه البحر؟

تقود شركات خاصة كبرى عمليات تحلية المياه وبيعها للجهات المحلية، التي تقوم بدورها ببيعها للمواطنين بأسعار مرتفعة. هذه الدورة الاقتصادية الجديدة تعتمد على:

دعم حكومي لتمويل شراء المياه المحلاة ==> يذهب مباشرة لجيوب الإقطاعيين الكبار تحويل إدارة المياه إلى شركات جهوية ربحية توجيه المياه المحلاة للزراعات التصديرية من ضيعات كبرى و فلاحين كبار في يستفيدون من مخطط "الجيل الأخضر"، أو بالأحرى الأسود الأخطر أن نفس الشركات المستثمرة في قطاع التحلية تستثمر بشكل مباشر أو غير مباشر في القطاع الصحي، مما يخلق حلقة سادية من الاسترزاق على حساب الموارد الطبيعية و صحة الناس، ما سنتكشفه لاحقا

⚠️ ما هي أخطار شرب مياه تحلية البحر؟

تحلية مياه البحر تنتج ماء لا يتوفر على المغنزيوم و مواد معدنية أخرى كالكالسيوم، التي تتواجد في الماء العذب الطبيعي. شرب مياه لا تحتوي على المغنزيوم سيؤثر على صحة الإنسان و نقص المغنزيوم سبب رئيسي للإصابة و الوفاة بأمراض القلب و السكري و هشاشة العضام و أمراض أخرى كالتهاب العضلات و ارتفاع الضغط الدموي.

بل أكثر من ذلك، فستمتص الحيوانات التي تشرب المياه المحلاة كمية أقل من المغنيسيوم ، وكذلك المحاصيل الزراعية التي تُسقى بالمياه المحلاة حيث تحتاج النباتات والحيوانات إلى المغنيسيوم للنمو الصحي. و مع الوقت، مع استنفاد المغنيسيوم في التربة ، ستحتوي الخضار واللحوم بدورها على كمية أقل من المغنيسيوم.

و هذا يعني نظام غدائي للإنسان لا يتوفر على قدر كاف من المغنزيوم، بل و حتى الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا صحيًا ومتوازنًا لا معنى له لأن المصدر الغذائي سواء حيوانات او نباتات لا يتوفر على المغنزيوم.