Logo
Published on

داعش جديدة في الساحل الإفريقي ؟

Authors
داعش جديدة في الساحل الإفريقي

🇫🇷 خروج فرنسا من الساحل: نهاية حقبة الاستعمار العسكري

لم يكن طرد فرنسا من دول الساحل الإفريقي حدثاً عفوياً، بل نتاج تراكم غضب شعبي وسياسي طويل ضد استعمار عسكري و اقتصادي. بدأت القصة فعلياً مع عملية "Cerval" عام 2013، حين دخلت القوات الفرنسية مالي لوقف تقدّم الجماعات المسلحة، لكنها سرعان ما حوّلت وجودها إلى احتلال دائم تحت غطاء عمليات مثل "Barkhane"، التي امتدت لتشمل مالي، بوركينا فاسو، والنيجر. ومع مرور السنوات، ازدادت الانتهاكات، وتضاعفت التكاليف الأمنية والسياسية، بينما لم ينخفض العنف بل ازداد تعقيداً.

النقطة الفاصلة جاءت عندما بدأت الحكومات العسكرية الجديدة الناتجة عن انقلابات شعبية أو عسكرية في مالي (2020، 2021)، بوركينا فاسو (2022)، والنيجر (2023) بمراجعة شروط التعاون الأمني مع باريس. وسرعان ما:

  • رفضت تجديد اتفاقيات التعاون العسكري مع فرنسا.
  • طردت القوات الفرنسية من قواعدها الجوية والبرية.
  • اتهمت باريس بدعم جماعات مسلحة أو التغاضي عنها لخدمة أجندتها.
  • استبدلت الشريك الفرنسي بشريك روسي. النتيجة؟ انسحبت فرنسا رسمياً من مالي عام 2022، ثم من النيجر وبوركينا فاسو تباعاً، لتُنهي بذلك عقوداً من الهيمنة العسكرية المباشرة على المنطقة.

ما بدا في البداية كـ"مساعدة أمنية" تحوّل إلى احتلال يُغذّي الفوضى، فكان الردّ: "Messieurs, la porte est par là!"

🧨 الأوضاع في مالي: شرارة الانفجار؟

الأوضاع في مالي مكهربة جداً في الأيام الأخيرة، وهذه أبرز التطورات:

  • رفع حصة الدولة ومؤسساتها في مناجم الذهب من 20% إلى 35% على الأقل، في خطوة تُعيد توزيع الثروة لصالح الشعب المالي.
  • طبيقاً لمبدأ المعاملة بالمثل، فرضت مالي رسوم تأشيرة بقيمة 10 آلاف دولار على الزوار الأمريكيين، رداً على سياسات واشنطن المزدوجة.
  • جماعة نصرة الإسلام والمسلمين (التابعة لتنظيم القاعدة) تهاجم قوافل صهاريج الوقود القادمة من السنغال، في محاولة aلشلّ حركة الإمداد وخلق فراغ أمني واقتصادي.

🌍 سيناريو مكشوف في الساحل الإفريقي

السيناريو في منطقة الساحل أصبح مكشوفاً جداً: نحن أمام "داعش جديدة" على حدود الجزائر وموريتانيا، اسمها "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة لتنظيم القاعدة، و هي ليست سوى أداة في يد القوى الخارجية سواء ماديا أو ايديولوجيا.

الجماعة توسع نفوذها حالياً في مالي وبوركينا فاسو، والهدف ليس "الجهاد"، بل تغيير و إضعاف أنظمة دول الساحل التي:

  • طردت فرنسا من أراضيها (مالي، بوركينا فاسو، تشاد، النيجر، السنيغال)
  • بدأت تبني شراكات استراتيجية مع روسيا
  • تسعى للاستقلال الاقتصادي عبر تأميم الموارد الطبيعية

وبعد زعزعة الاستقرار، سيأتي الائتلاف الدولي لمكافحة الإرهاب، ليس لحماية المدنيين، بل بهدف سرقة ثروات وخيرات إفريقيا من جديد تحت غطاء "مكافحة الإرهاب".

🇫🇷 فرنسا ترد... بالعقاب الجماعي

في خطوة انتقامية واضحة، أوقفت فرنسا تأشيرات الكفاآت من مالي وبوركينا فاسو والتشاد، في محاولة لخنق هذه الدول من خلال:

  • منع هجرة الكفاآت
  • خلق استياء داخلي
  • إضعاف الاقتصاد الوطني

لكن الشعوب الإفريقية، وخاصة في الساحل، لم تعد تنطوي عليها الأكاذيب القديمة، الاستعمار الجديد يرتدي أقنعة جديدة، لكنه يفشل كلما حاول العودة من الباب الخلفي.