- Published on
ماذا يقع في العالم ؟
- Authors
- Name
- رضى الكابوني
- @reda_lgaboni
🌍 كتلتان في صراع

دعونا نحاول فهم ما يحدث في العالم منذ البداية، هناك قوى تقاتل بعضها البعض من أجل الهيمنة، توجد كتلتان من القوى:
الكتلة الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، مع حلفائها من أوروبا والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا... مبنية على العلمانية والديمقراطية والرأسمالية مع إسرائيل كحليف رئيسي يروج للدين الإبراهيمي الموحد للديانات السماوية.
الكتلة الشرقية بقيادة روسيا، مع حلفائها من الصين وإيران وكوريا الشمالية مع بعض الدول من أمريكا اللاتينية، بعلاقات مبنية على احترام السيادة (عدم إخضاع الأصدقاء) مع معاداة الكتلة الغربية التي تبحث باستمرار عن إخضاع حلفائها بالديون.
⚔️ جبهة أوكرانيا
من أجل ضرب روسيا اقتصاديا، حافظت الولايات المتحدة الأمريكية من خلال حليفتها في قطاع الطاقة: قطر على أسعار الغاز الطبيعي منخفضة لسنوات من خلال زيادة الإنتاج ومضاعفة الإنتاج بحلول عام 2027 في خطة كبيرة تقلل من اعتماد أوروبا على الغاز الطبيعي الروسي ويوفر بدائل من الغاز المسال كالقطري والأمريكي.
لكن هذا لم يكن كافيا، بدأت الكتلة الغربية جبهة أولى ضد روسيا في أوكرانيا في فبراير 2022 وما زالت مستمرة حتى هذه اللحظة. يمكن لروسيا بالطبع التقدم وهزيمة أوكرانيا لكنها ستتكبد خسائرا فادحة، مما سيجعلها ضعيفة جدا عندما يأتي الرد الغربي من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا لاحقا. ومن ثم، المخاطرة بتقهقر عسكري كبير.
الهدف الرئيسي لروسيا حاليا هو إشراك دول أخرى من الكتلة الشرقية في الجبهة الأوكرانية في حالة فتحت الكتلة الغربية جبهات أخرى في أنحاء العالم، ستتدخل هذه الدول للمساعدة، حيث تلقت روسيا مساعدة من:
- الصين (صناعة أشباه الموصلات والإلكترونيات الدقيقة)
- إيران (الطائرات بدون طيار الانتحارية ذات التكلفة المنفخضة)
- كوريا الشمالية (القوات البرية بالمدفعية)
🛡️ جبهة ناغورني كاراباخ
بعد فتح الجبهة الأوكرانية، كان أول رد فعل من الكتلة الغربية هو بدء جبهة ثانية في إقليم ناغورني كاراباخ، حيث هُزمت أرمينيا (الدولة التي تعتبرها روسيا تراثا أرطوذكسيا) وأُجبرت على مغادرة المنطقة. حيث قدّرت روسيا أن دخولها سيكون في حرب ذات طبيعة استنزافية ستستفيد منها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها على هذه الجبهة (أذربيجان مدعومة من تركيا والزبون العسكري الأول في العالم لإسرائيل).
🔥 جبهة سوريا
كما شهدت جبهة قديمة، كانت ثابتة لسنوات: سوريا، تدخل روسيا لقطع الطريق أمام خط أنابيب الغاز الطبيعي بين قطر وتركيا العابر لسوريا، والذي كان من المخطط أن يجعل قطر بديلا عن روسيا كأكبر مورد للغاز الطبيعي إلى أوروبا.
شهدت هذه الجبهة تحديثات كبرى، حيث تراجعت روسيا لأنها قدّرت أيضا أنها حرب استنزاف، والتي ستستنزف مواردها ضد حليفة الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا: تركيا، وبالطبع ستجعل تركيا تمنع السفن الروسية من المرور عبر المضائق التركية من وإلى البحر الأسود. ومن هنا تأتي الحرب بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، لأن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي.
اليوم، أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية موردا رئيسيا للغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، لكنها لا تستطيع أن تحافظ على أسعار الغاز الطبيعي المسال الحالية، ولا يمكن للاقتصاد الأوروبي أن يعمل إلا باستخدام الغاز الطبيعي الرخيص، الذي تصدره الجزائر حاليا إلى إسبانيا وإيطاليا، بينما انتهى تدفق الغاز الطبيعي المسال الجزائري من خط أنابيب المغرب العربي الأوروبي المار عبر المغرب سنة 2021.
الآن، سوريا هي جبهة مفتوحة حيث تحاول الكتلتان كسب النفوذ مع النظام السوري الجديد، في حين أن إسرائيل لا تريد نظاما متحالفا مع الكتلة الشرقية، وبالتالي تدمير جميع الأسلحة السورية والبنية التحتية ومواقع الدولة.
🎯 الجبهات القادمة
نحن نعيش حقبة ما قبل الحرب العالمية، حيث يمكن أن تبدأ جبهات أخرى في العالم العربي:
- استمرار طوفان الأقصى في فلسطين، بينما تبحث إسرائيل عن حرب مع إيران لجلب ماما أمريكا
- بدء جبهة القرن الأفريقي بين مصر ضد إثيوبيا (بدعم من الإمارات/إسرائيل) بهدف الظغط على مصر حتى تتمكن إسرائيل من تهجير الفلسطينيين
- تونس: تغيير النظام ووقف خط أنابيب الغاز الجزائري العابر لتونس