Logo
Published on

احتجاجات genz - أدوات الضغط الموازية للمظاهرات؟

Authors
مقاطعة شركات أخنوش

📢 من هو "الجيل زيد"؟ ولماذا يحتج؟

انطلقت احتجاجات "الجيل زيد" في مختلف مدن وبوادي المغرب كرد فعل تراكمي على سنوات من التهميش الاقتصادي، وارتفاع الأسعار، وتدهور الخدمات العمومية، وغياب العدالة الاجتماعية. هذا الجيل يُطالب اليوم باحترام كرامة المواطن في ظل نظام يصف نفسه بأنه "حداثي و محافظ" بينما يُعيد إنتاج نفسه عبر النخب المخزنية التي تروج لسردية واحدة: "هذا الشعب ما يستحقش"

النزول السلمي للشارع للاحتجاج هو مطلب أساسي، و لكنه وحده ليس كافيا، فلا بد من أدوات سلمية أخرى تظغط على المخزن و تُحقق مطالب الشعب من تطوير للتعليم و الصحة

🛑 المقاطعة: سلاح الجماهير الاقتصادية

من أبرز أدوات الضغط التي يُمكن للجيل زيد اعتمادها هي المقاطعة الاقتصادية، والتي أثبتت فعاليتها في المغرب أكثر من مرة. أبرز مثال على ذلك حملة مقاطعة منتجات "سيدي علي" و"أفريقيا" و"دانون" سنة 2018، التي أدت إلى خسائر مالية فادحة لهذه الشركات، واضطرت بعضها إلى خفض أسعارها، تغيير استراتيجياتها التسويقية و دخول شركات أخرى للسوق. الحملة أدت لخروج رئيسة الباترونا مريم بنصالح من رئاسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب "CGEM" و كذلك من شركتها العائلية "Holmarcom" صاحبة استغلال منابع سيدي علي

اليوم، تتجدد الدعوات لمقاطعة الشركات المرتبطة مباشرة برئيس الحكومة عزيز أخنوش، مثل "أكوا" و"أفريقيا"وغيرها. المقاطعة هنا ليست مجرد رفض شراء منتج، بل تصويت اقتصادي يموي ضد جماعة جمع المال و السلطة

🌍 تحويلات الجالية: عندما تصبح الهجرة أداة طغط اقتصادية

ففي سنة 2024، بلغت تحويلات المغاربة المقيمين خارج الوطن أكثر من 119 مليار درهم (حوالي 11 مليار دولار)، وفق أرقام بنك المغرب وهو رقم قياسي جديد يعكس تضحيات الجالية لدعم أسرهم في الداخل.

المفارقة أن هذه السيولة الضخمة، التي تمثل أكثر من 10% من الناتج المحلي الإجمالي، لا تُستثمر في خلق فرص شغل أو دعم للاقتصاد المحلي، بينما تبقى مناطق كالريف والجنوب الشرقي والأطلس محرومة من أي تنمية تليق بتحويلات أبنائها في الخارج.

لكن ماذا لو قررت الجالية توجيه تحويلاتها بشكل استراتيجي؟ ماذا لو ربطت دعمها المالي بتحقيق شروط اجتماعية واقتصادية في مناطقها؟

📜 مثال تاريخي: جالية جنوب إفريقيا ضد الأبارتايد

في الثمانينيات، لعبت الجالية الجنوب إفريقية في أوروبا وأمريكا دورًا حاسمًا في إسقاط نظام الأبارتايد، ليس فقط عبر التظاهر، بل عبر تحويل أموالها إلى صناديق دعم المقاومة، وتمويل المدارس البديلة، ودعم العائلات التي سُجن أبناؤها، بل إن بعض الجمعيات في لندن ونيويورك كانت تُوجّه التحويلات مباشرة إلى "المجالس الشعبية" في الأحياء الفقيرة، متجاوزة النظام الرسمي بالكامل.

اليوم، يمكن للجالية المغربية أن تفعل الشيء نفسه:

ربط التحويلات بمشاريع تعاونية محلية (رفع ميزانية التعليم و الصحة، خلق فرص شغل، تنمية البينة التحية...)، بل حتى تعليق جزئي للتحويلات قد يكون وسيلة ضغط رمزية تُجبر الطرف الآخر للنزول لطاولة الحوار. تحويلات الجالية ليست مجرد "مساعدات"، بل قوة اقتصادية خارقة إذا ما وُظّفت بوعي، يمكنها أن تُعيد رسم خريطة التنمية في المغرب.

💰 سحب الودائع: الضغط على البنوك دون كسر القانون

أداة ثالثة، قانونية تمامًا لكنها فعّالة: سحب الودائع من البنوك، فالمواطن المغربي يحق له سحب أمواله في أي وقت، دون إعطاء سبب. لكن عندما يتحول هذا الفعل الفردي إلى حملة جماعية، يصبح سلاحًا اقتصاديًة رادعة تستدعي تدخل الدولة و تلبية المطالب

في لبنان سنة 2019، أدت حملات سحب الودائع الجماعية إلى شلّ جزئي للنظام المصرفي، واضطرت البنوك إلى فرض سقوف على السحوبات. إذن يمكن للجميع أن يوجّه رسالة قوية عبر سحب جزء من ودائعه من الأبناك و خاصة الأبناك ذات مساهمة رجال سياسة في رأسمالها، حتى لو كان المبلغ رمزياً، فإن الرسالة الجماعية هي ما يُحدث الفرق.

🌍 خلاصة: المظاهرات في الشارع و الأدوات الموازية

احتجاجات الجيل زيد ليست مجرد غضب عابر، إنها ردة فعل طبيعية لسنوات من السياسات الفاشلة و التراكمات منذ الاستقلال، بين المقاطعة، وتحويلات الجالية، وسحب الودائع من الأبناك، يمكن بناء حركِية شعبية قوية تعي حجم الأدوات القانونية التي تملكها في يدها و التي يمكن استعمالها لتحقيق المطالب أمام طرف لا ينزل لطوالة الحوار إلا مظطرا.