- Published on
لماذا كمغاربة يجب علينا الوقوف مع إيران؟
- Authors
 - Name
- رضى الكابوني
- @reda_lgaboni
 
 

لا يخفى على أحد ما يقع هذه الأيام من عدوان صهيوني على إيران، فبعد ما اعتدى الكيان الغاشم على فلسطين، لبنان واليمن واستباح تراب سوريا واستعمر الجولان، دباباته اليوم على بعد عشرات الكيلومترات من دمشق، وها هو يهاجم إيران في واحد من الأشهر الحُرُمْ: ذو الحجة.
🛡️ المنظور الوجودي
نحن أمام وحش لا يحترم أي شيء: لا دين، لا أخلاق، لا قوانين دولية. يقصف النيام في الخيام، يقتل الجرحى في المستشفيات، يقتل الأطفال والنساء والشيوخ، يقوم بعمليات كوماندوز داخل المستشفيات، يختطف الأطباء والمسعفين، ولا يقيم وزناً لأي شيء إلا لما هو من نار وحديد.
بالله عليكم يا مغاربة، كيف يمكننا التعايش مع هكذا كيان؟ حتى لو كان قوم يدّعون الإسلام والعروبة وفعلوا هذه الجرائم، لحاربناهم بكل ما نملك. وجودنا واستمرارنا كشعب يُحتِّم علينا مواجهة هذا الكيان، لأنه في انتصاره لن يمنعه شيء من ممارسة ما مارسه على من سبقونا.
⚔️ المنظور العسكري
قام الكيان المخروم بهجمة سمّاها استباقية في ليلة 12 يونيو بأزيد من 200 طائرة، وبالليل وبعشرات الدرونات أطلقها العملاء من داخل التراب الإيراني. اغتال العديد من العلماء الإيرانيين داخل بيوتهم واغتال عوائلهم، كما اغتال العديد من القادة العسكريين في بيوتهم وهم مع عائلاتهم، كل هذا بينما كانت إيران تجلس في طاولة المفاوضات مع أمريكا حول برنامجها النووي.
في جميع الأعراف العسكرية عبر التاريخ، هذا يسمى غدراً ومكراً خبيثاً ولم يُعرف مسبقاً في التاريخ المعاصر. بل حتى هذه اللحظة، لم يعلن الكيان أنه في حالة حرب ضد إيران!
وها هو المرشد الأعلى الإيراني يعلن أن الكيان سيلقى عقابه، ويأمر سلاح القوة الفضائية بضرب الكيان علناً أمام العالم. وبعد بضع ساعات، تنهال الصواريخ على أراضينا المحتلة وتدخل الفرحة على قلوب اليتامى والأرامل والجرحى والمجوعين من غزة، وكذلك قلب كل أبناء الأمة.
فكيف يمكننا التحالف مع كيان غادر لا يعترف بعرفٍ أو شرفٍ، بينما يقول القائل: "عدو شريف خير من صديق خائن!"
🧭 المنظور الأخلاقي
الجميع يعلم ما فعله الكيان في شعب فلسطين منذ النكبة، وما قام به من توحش في غزة ولبنان واليمن منذ سنتين. لن أطيل الكلام في هذا، بل انظروا ما تقوله المؤسسات الدولية لحقوق الإنسان عن جرائمه في غزة، وانظروا للمذكرات الاعتقال الصادرة في حق قادته من طرف الجنائية الدولية.
إذا ساوينا بين إيران والكيان، سنكون قد فقدنا بوصلتنا الأخلاقية. وتخيلوا ما ستقوله الأجيال القادمة عنا!
🕌 المنظور الشرعي
إيران دولة شيعية على مذهب الإمام جعفر الصادق رحمه الله. وكم من الأكاذيب تم ترويجها عنها حول شتم الصحابة وأمِّنا عائشة رضي الله عنهم. بل روّج شيوخ السلاطين لنا أنهم لا يؤمنون حتى بالرسول صلى الله عليه وسلم، وأنهم كفرة فُرس ومجوس.
فهؤلاء الشيوخ لا يستطيعون قول كلمة واحدة عن ولاة أمورهم وينخرطون في مشروع تشويه الشيعة، ومن بينهم أيضاً دعاة محسوبون على الشيعة يشتمون الصحابة وهم في الحقيقة أقلام مستأجرة يعلمون بلا كلل ولا ملل للتفريق بين أقطار هذه الأمة.
الشيعة يؤمنون بالله والرسول صلى الله عليه وسلم ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، ومنهم المؤمن والفاجر والفاسق والكافر. وبيننا وبينهم اختلاف، وهذا الاختلاف لا يجب أن يجعلنا نتمنى لهم الدمار وننضم لجوقة "اللهم اضرب الظالمين بالظالمين".
وها هي بلاد التوحيد التي يجمعنا وإياها مذهب أهل السنة والجماعة، تترك غزة لمصيرها وترفض إنقاذ الشعب الفلسطيني، بل ها هي الآن تستقبل المقاتلات الأمريكية التي تستعد لدخول الحرب و قصف إيران.

🏆 الخلاصة
إيران تقف وقفة الرجال، وقفة أخلاقية ووجودية وشرعية ضد قوى الشر، التي تساندها أقوى الدول الغربية، وتمدها بالسلاح والعتاد وكل شيء. إيران لا تقاتل من أجلها فقط، بل هي تقاتل من أجل المنطقة كلها. ولا ستر الله أن ينتصر الكيان، فإنه يستعبد الشعوب العربية والعالمية، فيُصبح أملنا الأقصى في يوم من الأيام مثل ألمانيا: قوة اقتصادية فقط، لا بوصلة أخلاقية ولا قضية إنسانية، لا تأبه لطفل أو شيخ تحرقه قنابلها التي يقصف بها الكيان.
